58 _ سنة (720هـ): شفاء حسين المدلّل من مرض الفالج ببركة صاحب العصر والزمان: روى المجلسي رحمه الله عن السيّد علي بن عبد الحميد في كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان(12)، قال: أخبرني من أثق به وهو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد الشريف الغرويّ سلَّم الله تعالى على مشرّفه، ما صورته: إنَّ الدّار التي _ هي الآن سنة سبعمائة وتسع وثمانين _ أنا ساكنها كانت لرجل من أهل الخير والصّلاح يُدعى حسين المدلّل، وبه يعرف ساباط المدلّل ملاصقة جدران الحضرة الشريفة، وهو مشهور بالمشهد الشريف الغروي عليه السلام، وكان الرجل له عيال وأطفال، فأصابه فالج، فمكث مدَّة لا يقدر على القيام وإنَّما يرفعه عياله عند حاجته وضروراته، ومكث على ذلك مدَّة مديدة، فدخل على عياله وأهله بذلك شدَّة شديدة واحتاجوا إلى الناس واشتدَّ عليهم الناس. فلمَّا كان سنة عشرين وسبع مائة هجرية في ليلة من لياليها بعد ربع الليل أنبه عياله، فانتبهوا في الدّار، فإذا الدّار والسطح قد امتلأ نوراً يأخذ بالأبصار، فقالوا: ما الخبر؟ فقال: إنَّ الإمام عليه السلام جاءَني وقال لي: (قم يا حسين)، فقلت: يا سيّدي، أتراني أقدر على القيام؟ فأخذ بيدي وأقامني، فذهب ما بي وها أنا صحيح على أتمّ ما ينبغي، وقال لي: (هذا الساباط دربي إلى زيارة جدّي عليه السلام فأغلقه في كلّ ليلة)، فقلت: سمعاً وطاعةً لله ولك يا مولاي. فقام الرجل وخرج إلى الحضرة الشريفة الغرويّة وزار الإمام عليه السلام وحمد الله تعالى على ما حصل له من الإنعام، وصار هذا الساباط المذكور إلى الآن ينذر له عند الضرورات فلا يكاد يخيب ناذره من المراد ببركات الإمام القائم عليه السلام(13).