دوشنبه ۰۸ اردیبهشت ۱۴۰۴

شفاء أحد المؤمنين من الخرس في سامراء ببركة الإمام المهدي

10 جمادى الآخرة سال 1299 ق

10 جمادى الآخرة

سنة (1299هـ): شفاء أحد المؤمنين من الخرس في سامراء ببركة الإمام المهدي عليه السلام:

ورد الكاظمين في شهر جمادى الأولى من سنة ألف ومائتين وتسعة وتسعين آقا محمّد مهدي التاجر، الشيرازي الأصل، وكان مولده ومنشؤه في ميناء (ملومين) من ممالك (ماجين)، بقصد الاستشفاء بزيارة أئمّة العراق عليهم السلام، على بعض التجّار المعروفين من أقربائه وبقي هناك عشرين يوماً، فعندما كان وقت حركة مركب الدخّان إلى سُرَّ من رأى جاء به أقرباؤه إلى المركب، وسلَّموه إلى راكبيه من أهل بغداد وكربلاء لصممه وعجزه عن التفهيم لما يريده وما يحتاجه، وكتبوا إلى بعض المجاورين في سُرَّ من رأى رسائل في ذلك.

وبعد أن وصل هناك في يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخرة ذهب إلى السرداب المقدَّس في جماعة من الثقات وخادم ليقرأ له الزيارة، إلى أن أتى إلى الصُفَّة التي في السرداب، فوقف فوق البئر مدَّة يبكي ويتضرَّع ويكتب بالقلم على حائط السرداب يطلب من الحاضرين الدعاء لشفائه. فما تمَّ ابتهاله وتضرّعه حتَّى فتح الله تعالى لسانه، وخرج من الناحية المقدَّسة بلسان فصيح، وبيان مليح!

وقد أحضره مرافقوه يوم السبت إلى مجلس تدريس جناب سيّد الفقهاء العظام الأستاذ الأكبر حجّة الإسلام الميرزا محمّد حسن الشيرازي متَّعنا الله ببقائه، وبعد الحديث المناسب لذلك المقام قرأ عنده تبرّكاً سورة الحمد المباركة، وكانت القراءة جيّدة جدّاً بنحو أذعن الحاضرون بصحَّتها وحسنها.

قصيدة الشاعر عبّاس الصفّار بالمناسبة:

وفي ليلتي الأحد والاثنين اجتمع العلماء والفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين، وأضاؤا فضاءه من المصابيح والقناديل، ونظموا القصَّة ونشروها في البلاد، وكان معه في المركب مادح أهل البيت عليهم السلام الفاضل اللبيب الحاجّ ملاَّ عبّاس الصفّار الزنوزي البغدادي فقال _ وهو من قصيدة طويلة ورآه مريضاً وصحيحاً _:

وفي عامها جئتُ والزائرين

رأيت من الصين فيها فتى

يشير إذا ما أراد الكلام

وقد قيد السقم منه الكلام

فوافا إلى باب سرداب من

يروم بغير لسان يزور

وقد صار يكتب فوق الجدار

أروم الزيارة بعد الدعاء

لعلَّ لساني يعود الفصيح

إذا هو في رجل مقبل

تأبَّط خير كتاب له

فأومى إليه ادع ما قد كتب

وأوصى به سيّداً جالساً

فقام وأدخله غيبة الإ

وجاء إلى حفرة الصُفَّة

وأسرج آخر فيها السراج

هناك دعا الله مستغفراً

ومذ عاد منها يريد الصلاة

وقد أطلق الله منه اللسان

إلى بلدة سُرَّ من قد رآها

وكان سميّ إمام هداها

وللنفس منه... كذا براها

وأطلق من مقلتيه دماها

به الناس طرّاً ينال مناها

وللنفس منه دهت بعناها

ما فيه للروح منه شفاها

ممَّن رأى أسطري وتلاها

وعلّي أزور وأدعو الإلها

تراه ورى البعض من أتقياها

وقد جاء من حيث غاب ابن طه

وجاء فلمَّا تلاه دعاها

أن ادعوا له بالشفاء شفاها

مام المغيّب من أوصياها

التي هي للعين نور ضياها

وأدناه من فمه ليراها

وعيناه مشغولةً ببكاها

قد عاود النفس منه شفاها

وتلك الصلاة أتمّ أداها

قصيدة السيّد حيدر الحلّي بالمناسبة:

ولمَّا بلغ الخبر إلى خرّيت صناعة الشعر السيّد المؤيّد الأديب اللبيب فخر الطالبيين، وناموس العلويين، السيّد حيدر بن السيّد سليمان الحلّي أيَّده الله تعالى بعث إلى سُرَّ من رأى كتاباً صورته:

بسم الله الرحمن الرحيم

لمَّا هبَّت من الناحية المقدَّسة نسمات كرم الإمامة فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة، فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله، عندما قام عندها في تضرّعه وابتهاله، أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة، في نظم قصيدة تتضمَّن بيان هذا المعجز العظيم ونشره، وأن اُهنّئ علاَّمة الزمن وغرَّة وجهه الحسن، فرع الأراكة المحمّدية، ومنار الملَّة الأحمدية، علم الشريعة، وإمام الشيعة، لأجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين، فنظمت هذه القصيدة الغرّاء، وأهديتها إلى دار إقامته وهي سامراء، راجياً أن تقع موقع القبول، فقلت ومن الله بلوغ المأمول:

كذا يظهر المعجز الباهر

وتروى الكرامة مأثورة

يقرُّ لقوم بها ناظر

فقلب لها ترحاً واقع

أجل طرف فكرك يا مستدلّ

تصفَّح مآثر آل الرسول

ودونكه نبأ صادقاً

فمن صاحب الأمر أمس استبان

بموضع غيبته مذ ألمَّ

رمى فمه باعتقال اللسان

فأقبل ملتمساً للشفاء

ولقَّنه القولَ مستأجر

فبيناه في تعب ناصب

إذ انحلَّ من ذلك الاعتقال

فراح لمولاه في الحامدين

لعمري لقد مسحت داءه

يد لم تزل رحمة للعباد

تحدر وإن كرهت أنفس

وقل إنَّ قائم آل النبيّ

أيمنع زائره الاعتقال

ويدعوه صدقاً إلى حلّه

ويكبو مرجيه دون الغياث

فحاشاه بل هو نعم المغيث

فهذي الكرامة لا ما غدا

أدم ذكرها يا لسان الزمان

وَهَنَّ بها سُرَّ من را ومن

هو السيّد الحسن المجتبى

وقل يا تقدَّستِ من بقعة

كلا اسميك في الناس بادٍ له

فأنت لبعضهم سُرَّ من

وأنت لبعضهم ساء من

لقد أطلق الحَسَنُ المكرمات

فأنت حديقة زهو به

عليم تربّى بحجر الهدى

ويشهده البرّ والفاجر

يبلّغها الغائبَ الحاضر

ويقذي لقوم بها ناظر

وقلب بها فرحاً طائر

وأنجد بطرفك يا غائر

وحسبك ما نشر الناشر

لقلب العدوّ هو الباقر

لنا معجز أمره باهر

أخو علَّة داؤها ظاهر

رام هو الزمن الغادر

لدى من هو الغائب الحاضر

عن القصد في أمره جائر

ومن ضَجَرٍ فِكْرُه حائر

وبارحه ذلك الضائر

وهو لآلائه ذاكر

يد كلّ خلق لها شاكر

لذلك أنشأها الفاطر

يضيق شجىً صدرُها الواغر

له النهي وهو هو الآمر

ممَّا به ينطق الزائر

ويقضي على أنَّه القادر

وهو يقال به العاثر

إذا نضنض الحارث الفاغر

يلفقه الفاسق الفاجر

وفي نشرها فمك العاطر

به ربعها آهل عامر

خضم الندى غيثه الهامر

بها يهب الزلَّة الغافر

بأوجههم أثر ظاهر

رأى وهو نعت لهم ظاهر

رأى وبه يوصف الخاسر

مهياك فهو بهي سافر(4)

وأخلاقه روضك الناضر

ونسج التقى برده الطاهر

إلى أن قال سلَّمه الله تعالى:

كذا فلتكن عترة المرسلين

وإلاَّ فما الفخر يا فاخر(5)

منابع :
  • 12345

    10 جمادى الآخرة سنة (1299هـ): شفاء أحد المؤمنين من الخرس في سامراء ببركة الإمام المهدي عليه السلام: ورد الكاظمين في شهر جمادى الأولى من سنة ألف ومائتين وتسعة وتسعين آقا محمّد مهدي التاجر، الشيرازي الأصل، وكان مولده ومنشؤه في ميناء (ملومين) من ممالك (ماجين)، بقصد الاستشفاء بزيارة أئمّة العراق عليهم السلام، على بعض التجّار المعروفين من أقربائه وبقي هناك عشرين يوماً، فعندما كان وقت حركة مركب الدخّان إلى سُرَّ من رأى جاء به أقرباؤه إلى المركب، وسلَّموه إلى راكبيه من أهل بغداد وكربلاء لصممه وعجزه عن التفهيم لما يريده وما يحتاجه، وكتبوا إلى بعض المجاورين في سُرَّ من رأى رسائل في ذلك. وبعد أن وصل هناك في يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخرة ذهب إلى السرداب المقدَّس في جماعة من الثقات وخادم ليقرأ له الزيارة، إلى أن أتى إلى الصُفَّة التي في السرداب، فوقف فوق البئر مدَّة يبكي ويتضرَّع ويكتب بالقلم على حائط السرداب يطلب من الحاضرين الدعاء لشفائه. فما تمَّ ابتهاله وتضرّعه حتَّى فتح الله تعالى لسانه، وخرج من الناحية المقدَّسة بلسان فصيح، وبيان مليح! وقد أحضره مرافقوه يوم السبت إلى مجلس تدريس جناب سيّد الفقهاء العظام الأستاذ الأكبر حجّة الإسلام الميرزا محمّد حسن الشيرازي متَّعنا الله ببقائه، وبعد الحديث المناسب لذلك المقام قرأ عنده تبرّكاً سورة الحمد المباركة، وكانت القراءة جيّدة جدّاً بنحو أذعن الحاضرون بصحَّتها وحسنها. قصيدة الشاعر عبّاس الصفّار بالمناسبة: وفي ليلتي الأحد والاثنين اجتمع العلماء والفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين، وأضاؤا فضاءه من المصابيح والقناديل، ونظموا القصَّة ونشروها في البلاد، وكان معه في المركب مادح أهل البيت عليهم السلام الفاضل اللبيب الحاجّ ملاَّ عبّاس الصفّار الزنوزي البغدادي فقال _ وهو من قصيدة طويلة ورآه مريضاً وصحيحاً _: وفي عامها جئتُ والزائرين رأيت من الصين فيها فتى يشير إذا ما أراد الكلام وقد قيد السقم منه الكلام فوافا إلى باب سرداب من يروم بغير لسان يزور وقد صار يكتب فوق الجدار أروم الزيارة بعد الدعاء لعلَّ لساني يعود الفصيح إذا هو في رجل مقبل تأبَّط خير كتاب له فأومى إليه ادع ما قد كتب وأوصى به سيّداً جالساً فقام وأدخله غيبة الإ وجاء إلى حفرة الصُفَّة وأسرج آخر فيها السراج هناك دعا الله مستغفراً ومذ عاد منها يريد الصلاة وقد أطلق الله منه اللسان إلى بلدة سُرَّ من قد رآها وكان سميّ إمام هداها وللنفس منه... كذا براها وأطلق من مقلتيه دماها به الناس طرّاً ينال مناها وللنفس منه دهت بعناها ما فيه للروح منه شفاها ممَّن رأى أسطري وتلاها وعلّي أزور وأدعو الإلها تراه ورى البعض من أتقياها وقد جاء من حيث غاب ابن طه وجاء فلمَّا تلاه دعاها أن ادعوا له بالشفاء شفاها مام المغيّب من أوصياها التي هي للعين نور ضياها وأدناه من فمه ليراها وعيناه مشغولةً ببكاها قد عاود النفس منه شفاها وتلك الصلاة أتمّ أداها قصيدة السيّد حيدر الحلّي بالمناسبة: ولمَّا بلغ الخبر إلى خرّيت صناعة الشعر السيّد المؤيّد الأديب اللبيب فخر الطالبيين، وناموس العلويين، السيّد حيدر بن السيّد سليمان الحلّي أيَّده الله تعالى بعث إلى سُرَّ من رأى كتاباً صورته: بسم الله الرحمن الرحيم لمَّا هبَّت من الناحية المقدَّسة نسمات كرم الإمامة فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة، فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله، عندما قام عندها في تضرّعه وابتهاله، أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة، في نظم قصيدة تتضمَّن بيان هذا المعجز العظيم ونشره، وأن اُهنّئ علاَّمة الزمن وغرَّة وجهه الحسن، فرع الأراكة المحمّدية، ومنار الملَّة الأحمدية، علم الشريعة، وإمام الشيعة، لأجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين، فنظمت هذه القصيدة الغرّاء، وأهديتها إلى دار إقامته وهي سامراء، راجياً أن تقع موقع القبول، فقلت ومن الله بلوغ المأمول: كذا يظهر المعجز الباهر وتروى الكرامة مأثورة يقرُّ لقوم بها ناظر فقلب لها ترحاً واقع أجل طرف فكرك يا مستدلّ تصفَّح مآثر آل الرسول ودونكه نبأ صادقاً فمن صاحب الأمر أمس استبان بموضع غيبته مذ ألمَّ رمى فمه باعتقال اللسان فأقبل ملتمساً للشفاء ولقَّنه القولَ مستأجر فبيناه في تعب ناصب إذ انحلَّ من ذلك الاعتقال فراح لمولاه في الحامدين لعمري لقد مسحت داءه يد لم تزل رحمة للعباد تحدر وإن كرهت أنفس وقل إنَّ قائم آل النبيّ أيمنع زائره الاعتقال ويدعوه صدقاً إلى حلّه ويكبو مرجيه دون الغياث فحاشاه بل هو نعم المغيث فهذي الكرامة لا ما غدا أدم ذكرها يا لسان الزمان وَهَنَّ بها سُرَّ من را ومن هو السيّد الحسن المجتبى وقل يا تقدَّستِ من بقعة كلا اسميك في الناس بادٍ له فأنت لبعضهم سُرَّ من وأنت لبعضهم ساء من لقد أطلق الحَسَنُ المكرمات فأنت حديقة زهو به عليم تربّى بحجر الهدى ويشهده البرّ والفاجر يبلّغها الغائبَ الحاضر ويقذي لقوم بها ناظر وقلب بها فرحاً طائر وأنجد بطرفك يا غائر وحسبك ما نشر الناشر لقلب العدوّ هو الباقر لنا معجز أمره باهر أخو علَّة داؤها ظاهر رام هو الزمن الغادر لدى من هو الغائب الحاضر عن القصد في أمره جائر ومن ضَجَرٍ فِكْرُه حائر وبارحه ذلك الضائر وهو لآلائه ذاكر يد كلّ خلق لها شاكر لذلك أنشأها الفاطر يضيق شجىً صدرُها الواغر له النهي وهو هو الآمر ممَّا به ينطق الزائر ويقضي على أنَّه القادر وهو يقال به العاثر إذا نضنض الحارث الفاغر يلفقه الفاسق الفاجر وفي نشرها فمك العاطر به ربعها آهل عامر خضم الندى غيثه الهامر بها يهب الزلَّة الغافر بأوجههم أثر ظاهر رأى وهو نعت لهم ظاهر رأى وبه يوصف الخاسر مهياك فهو بهي سافر(4) وأخلاقه روضك الناضر ونسج التقى برده الطاهر إلى أن قال سلَّمه الله تعالى: كذا فلتكن عترة المرسلين وإلاَّ فما الفخر يا فاخر(5)