7 _ لقاء محمّد بن أبي الرواد الرواسي بالإمام المهدي عليه السلام في مسجد صعصعة وسماعه دعاء الحجّة عليه السلام في رجب: (اللّهمّ يا ذا المنن السابقة...): قال ابن طاووس رحمه الله في الإقبال: ومن الدعوات كلّ يوم من رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رحمه الله، وهو ممَّا ذكره في المصباح بغير إسناد، ووجدته في أواخر كتاب معالم الدين مروياً عن مولانا الإمام الحجَّة المهدي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين، وفي هذه الرواية زيادة واختلاف في كلمات، فقال ما هذا لفظه: ذكر محمّد بن أبي الرواد الرواسي أنَّه خرج مع محمّد (بن) جعفر الدهّان إلى مسجد السهلة في يوم من أيّام رجب، فقال: قال: مل بنا إلى مسجد صعصعة(4) فهو مسجد مبارك وقد صلّى به أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله ووطئه الحجج بأقدامهم، فملنا إليه، فبينا نحن نُصلّي إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال، ثمّ دخل وصلّى ركعتين أطال فيهما، ثمّ مدَّ يديه فقال: وذكر الدعاء الذي يأتي ذكره، ثمّ قام إلى راحلته وركبها. فقال لي أبو جعفر الدهّان: ألا نقوم إليه فنسأله من هو؟ فقمنا إليه فقلنا له: ناشدناك الله من أنت؟ فقال: (ناشدتكما الله من ترياني؟)، قال ابن جعفر الدهّان: نظنّك الخضر، فقال: (وأنت أيضاً؟)، فقلت: أظنّك إيّاه، فقال: (والله إنّي لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته، انصرفا فأنا إمام زمانكما)، وهذا لفظ دعائه عليه السلام: (اللّهُمَّ يا ذا المِنَن السَّابـِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنّعَم الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالأيادِي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بـِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بـِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بـِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ، وَألْهَمَ فَأنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَأحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَأبْلَغَ، وَأنْعَمَ فَأسْبَغَ، وَأعْطى فَأجْزَلَ، وَمَنَح فَأفْضَلَ، يا مَنْ سَما فِي العِزّ فَفاتَ نَواظِرَ الأبْصارِ، وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الأفْكارِ، يا مَنْ تَوَحَّدَ بـِالمُلْكِ فَلا نـِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانـِهِ، وَتَفَرَّدَ بـِالآلاِء وَالكِبْرياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأنـِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الأوْهام، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أبْصارِ الأنام، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرَّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ، أسْألُكَ بـِهذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي إِلاَّ لَكَ، وَبـِما وَأيْتَ بـِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنـِينَ، وَبـِما ضَمِنْتَ الإِجابَةَ فِيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيا أبْصَرَ الْمُبْصِرينَ، وَيا أنْظَرَ النَّاِظرينَ، وَيا أسْرَعَ الْحاسِبـِينَ، وَيا أحْكَمَ الْحاكِمينَ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَم النَّبـِيَّينَ وَعَلى أهْل بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ الأخيار، وَأنْ تَقْسِمَ لِي فِي شَهْرنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ، وَأنْ تَحْتِمَ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ، وَتَخْتِمَ لِي بـِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأحْيِنـِي ما أحْيَيْتَنـِي مَوْفوراً، وَأمِتْنـِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً، وَتَوَلَّ أنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسألَةِ البَرْزَخ، وَادْرأ عَنّي مُنْكَراً وَنَكِيراً، وَأرِ عَيْنـِي مُبَشّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانـِكَ مَصِيراً وَعَيْشاً قَريراً وَمُلْكاً كَبـِيراً، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ بُكْرَةً وأصيلاً، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ). ثمّ تقول من غير تلك الرواية: (اللّهمّ إنّي أسألك بعقد عزّك على أركان عرشك، ومنتهى رحمتك من كتابك، واسمك الأعظم، وذكرك الأعلى الأعلى، وكلماتك التامّات كلّها أن تُصلّي على محمّد وآله، وأسألك ما كان أوفى بعهدك، وأقضى لحقّك وأرضى لنفسك، وخيراً لي في المعاد عندك، والمعاد إليك، أن تعطيني جميع ما اُحبّ وتصرف عنّي جميع ما أكره، إنَّك على كلّ شيء قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين)(5).