6 _ دعاء الافتتاح يُقرأ في كلّ ليلة من هذا الشهر بسند النائب الأوّل عثمان بن سعيد رضي الله عنه: قال السيّد ابن طاووس رحمه الله في إقبال الأعمال: فصل فيما نذكره من دعاء الافتتاح وغيره من الدعوات التي تتكرَّر كلّ ليلة إلى آخر شهر الفلاح، فمن ذلك الدعاء الذي ذكره محمّد بن أبي قرة بإسناده، فقال: حدَّثني أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الله الحسني، قال: أخبرنا أبو عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكوني رضي الله عنه، قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمّد بن عثمان البغدادي رحمه الله أن يخرج إليَّ أدعية شهر رمضان التي كان عمّه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن السعيد العمري رضي الله عنه وأرضاه يدعو بها، فأخرج إليَّ دفتراً مجلَّداً بأحمر، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها: وتدعو بهذا الدعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان، فإنَّ الدعاء في هذا الشهر تسمعه الملائكة وتستغفر لصاحبه، وهو: (اللّهُمَّ إِنّي أفْتَتِحُ الثَّناءَ بـِحَمْدِكَ وَأنْتَ مُسَدَّدٌ لِلصَّوابِ بـِمَنّكَ، وَأيْقَنْتُ أنَّكَ أنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِع العَفْو وَالرَّحْمَةِ، وَأشَدُّ المُعاقِبـِينَ فِي مَوْضِع النّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَأعْظَمُ المُتَجَبَّرينَ فِي مَوْضِع الكِبْرياءِ وَالعَظَمَةِ. اللّهُمَّ أذِنْتَ لِي فِي دُعائِكَ وَمَسْألَتِكَ فاسْمَعْ يا سَمِيعُ مِدْحَتِي، وَأجِبْ يا رَحِيمُ دَعْوَتِي، وَأقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتِي، فَكَمْ يا إِلهِي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها، وَهُمُوم قَدْ كَشَفْتَها، وَعَثْرَةٍ قَدْ أقَلْتَها، وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاءٍ قَدْ فَكَكْتَها. الحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِ وَكَبَّرْهُ تَكْبـِيراً، الحَمْدُ للهِ بـِجَمِيـِع مَحامِدِهِ كُلّها عَلى جَمِيع نـِعَمِهِ كُلّها، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا مُضادَّ لَهُ فِي مُلْكِهِ وَلا مُنازِعَ لَهُ فِي أمْرهِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا شَريكَ لَهُ فِي خَلْقِهِ وَلا شَبـِيهَ لَهُ فِي عَظَمَتِهِ، الحَمْدُ للهِ الفاشِي فِي الخَلْقِ أمْرُهُ وَحَمْدُهُ، الظاهِر بالكَرَم مَجْدُهُ، الباسِطِ بالجُودِ يَدَهُ، الَّذِي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ، وَلا تَزيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إِلاَّ جُوداً وَكَرَماً إِنَّهُ هُوَ العَزيزُ الوَهَّابُ. اللّهُمَّ إِنّي أسْألُكَ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ، مَعَ حَاجَةٍ بـِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٍ، وِغِناكَ عَنْهُ قَدْيمٌ، وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ. اللّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبـِي وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِي وَسِتْرَكَ عَلَى قَبـِيح عَمَلِي وَحِلْمَكَ عَنْ كَثِير جُرْمِي، عِنْدَما كانَ مِنْ خَطَأي وَعَمْدِي، أطْمَعَنـِي فِي أنْ أسْألُكَ ما لا اسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ الَّذِي رَزَقْتَنـِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَأرَيْتَنـِي مِنْ قُدْرَتِكَ وَعَرَّفْتَنـِي مِنْ إِجابَتِكَ، فَصِرْتُ أدْعُوكَ آمِناً وَأسْألُكَ مُسْتَأنـِساً، لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلاً عَلَيْكَ فِيما قَصَدْتُ فِيهِ إِلَيْكَ، فَإنْ أبْطاءَ عَنّي عَتِبْتُ بـِجَهْلِي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذِي أبْطَاءَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لِي لِعِلْمِكَ بـِعاقِبَةِ الاُمُورِ. فَلَمْ أرَ مَوْلىً كَريماً أصْبَرَ عَلى عبْدٍ لَئِيم مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبَّ. إِنَّكَ تَدْعُونـِي فَاُوَلّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أقْبَلُ مِنْكَ، كَأنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي وَالإِحْسانِ إِلَيَّ وَالتَّفَضُّل عَلَيَّ بـِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الجاهِلَ وَجُدْ عَلَيْهِ بـِفَضْل إِحْسانـِكَ، إِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ. الحَمْدُ للهِ مالِكِ المُلْكِ، مُجْري الفُلْكِ، مُسَخّر الرَّياح، فالِقِ الإِصْباح، دَيّانِ الدَّين، رَبَّ العالَمِينَ. الحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَالحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ أناتِهِ فِي غَضَبـِهِ وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ. الحَمْدُ للهِ خالِقِ الخَلْقِ، باسِطِ الرَّزْقِ، فالِقِ الإِصْباح، ذِي الجَلالِ وَالإِكْرام، وَالفَضْل وَالإِنْعام، الَّذِي بَعُدَ فَلا يُرى، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى، تَبارَكَ وَتَعالى. الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبـِيهٌ يُشاكِلُهُ، وَلا ظَهِيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بـِعِزَّتِهِ الأعِزَّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ، فَبَلَغَ بـِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي يُجِيبُنـِي حِينَ اُنادِيهِ، وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَوْرَةٍ وأنا أعْصِيهِ، وَيُعَظّمُ النّعْمَةَ عَلَيَّ فَلا اُجازِيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَةٍ هَنـِيئَةٍ قَدْ أعْطانـِي، وَعَظِيمَةٍ مَخُوفَةٍ قَدْ كَفانـِي، وَبَهْجَةٍ مونـِقَةٍ قَدْ أرانـِي، فاُثْنـِي عَلَيْهِ حامِداً وَأذْكُرُهُ مُسَبَّحاً. الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ وَلا يُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي يُؤْمِنُ الخائِفِينَ، وَيُنَجَّي الصَّالِحِينَ، وَيَرْفَعُ المُسْتَضْعَفِينَ، وَيَضَعُ المُسْتَكْبـِرينَ، وَيُهْلِكُ مُلُوكاً وَيَسْتَخْلِفُ آخَرينَ. الحَمْدُ للهِ قاصِم الجَبَّارينَ، مُبـِير الظَّالِمِينَ، مُدْرِكِ الهارِبـِينَ، نَكالِ الظَّالِمِينَ، صَريخ المُسْتصرخِينَ، مَوْضِع حاجاتِ الطَّالِبـِينَ، مُعْتَمَدِ المُؤْمِنـِينَ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماء وَسُكَّانُها، وَتَرْجُفُ الأرْضُ وَعُمَّارُها، وَتَمُوجُ البـِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ فِي غَمَراتِها. الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، وَيُمِيتُ الأحْياءَ وَيُحْييَ المَوْتى وَهُوَ حَيٌ لا يَمُوتُ بـِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأمِيـنِكَ وَصَفِيَّكَ، وَحَبـِيـبِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرَّكَ وَمُبَلّغ رِسالاتِكِ، أفْضَلَ وَأحْسَنَ وَأجْمَلَ وَأكْمَلَ وَأزْكى وَأنْمى وَأطْيَبَ وَأطْهَرَ وَأسْنى وَأكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ عِبادِكَ وَأنْبـِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ وَأهْل الكَرامَةِ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِكَ. اللّهُمَّ وَصَلّ عَلى عَلِيًّ أمِيرَ المُؤْمِنـِينَ، وَوَصِيَّ رَسُولِ رَبَّ العالَمِينَ، (عَبْدِكَ وَوَلِيّكَ وَأخِي رَسُولِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَآيَتِكَ الكُبْرى وَالنَّبَأ العَظِيم)، وَصَلّ عَلى الصّدَّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيَّدَةِ نـِساءِ العالَمِينَ، وَصَلّ عَلى سِبْطَي الرَّحْمَةِ وَإِمامَي الهُدى الحَسَن وَالحُسَيْن سَيَّدَيْ شَبابِ أهْل الجَنَّةِ، وَصَلّ عَلى أئِمَّةِ المُسْلِمِينَ عَلِيَّ بْن الحُسَيْن وَمُحَمَّدٍ بْن عَلِيًّ وَجَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ وَمُوسى بْن جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْن مُوسى وَمُحَمَّدِ بْن عَلِيًّ وعليَّ بْن مُحَمَّدٍ وَالحَسَن بْن عَلِيًّ وَالخَلَفِ الهادِي المَهْدِي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ فِي بـِلادِكِ صَلاةً كَثِيرَةً دائِمَةً. اللّهُمَّ وَصَلّ عَلى وَلِيَّ أمْركِ القائِم المُؤَمَّل وَالعَدْلِ المُنْتَظَر، وَحُفَّهُ بـِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبـِينَ، وَأيَّدْهُ بـِرُوح القُدُس يا رَبَّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ اجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إِلى كِتابـِكَ وَالقائِمَ بـِدِينـِكَ، اسْتَخْلِفْهُ فِي الأرْض كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكّنْ لَهُ دِينَهُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، أبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْركُ بـِكَ شَيْئاً. اللّهُمَّ أعِزَّهُ وَأعْززْ بـِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بـِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً. اللّهُمَّ أظْهِرْ بـِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبـِيَّكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِي بـِشَيْءٍ مِنَ الحَقَّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلْقِ. اللّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بـِها الإِسْلامَ وَأهْلَهُ وَتُذِلُّ بـِها النّفاقَ وَأهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إِلى سَبـِيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بـِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ. اللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الحَقَّ فَحَمَّلْناهُ وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلّغْناهُ. اللّهُمَّ ألْمُمْ بـِهِ شَعْثَنا، وَاشْعَبْ بـِهِ صَدْعَنا، وَارْتِقْ بـِهِ فَتْقَنا، وَكَثّرْ بـِهِ قِلَّتَنا، وَأعْززْ بـِهِ ذِلَّتَنا، وَاغْن بـِهِ عائِلَنا، وَاقْض بـِهِ عَنْ مُغْرَمِنا، وَاجْبُرْ بـِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بـِهِ خَلَّتَنا، وَيَسَّرْ بـِهِ عُسْرَنا، وَبَيَّضْ بـِهِ وُجُوهَنا، وَفُكَّ بـِهِ أسْرَنا، وَانْجِحْ بـِهِ طَلَبَتِنَا، وَأنْجِزْ بـِهِ مَواعِيدَنا، وَاسْتَجِبْ بـِهِ دَعْوَتَنا، وَاعْطِنا بـِهِ آمَالَنَا، وَاعْطِنا بـِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا. يا خَيْرَ المَسْؤُولِينَ وَأوْسَعَ المُعْطِينَ، اشْفِ بـِهِ صُدُورَنا، وَأذْهِبْ بـِهِ غَيْظَ قُلُوبـِنا، وَاهْدِنا بـِهِ لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقَّ بـِإذْنـِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوَّكَ وَعَدُوَّنا إِلهَ الحَقَّ آمِينَ. اللّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبـِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَغَيْبَةَ وَلِيَّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوَّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدَّةَ الفِتَن بـِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأعِنّا عَلى ذلِكَ بـِفَتْح مِنْكَ تُعَجَّلُهُ، وَبـِضُرٍ تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطانِ حَقَّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلّلُناها، وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبـِسُناها، بـِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)(1).